فضيلة الشيخ.. أنا سيدة لي خمسة من الولد أحمد الله عليهم، أعمل موظفة، كان زواجي قبل عشرين عاما كنت أعيش مع زوجي كنا سعداء فجأة لاحظت صدودا من زوجي..!.. تطور الأمر سريعا فاعترف بأنه متزوج من أخرى وأنها على وشك الوضع... لم أتمالك طلبت منه أن يطلقني... فطلقني... الآن هو يريد إرجاعي مع الإبقاء على زوجته، فهل أوافق أم لا؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد: فإن الغيرة أمر طبيعي ولا تعاب المرأة إن ظهر منها بعض تلك الغيرة رغم تفاوت النساء في أمر الغيرة تفاوتا كبيرا والمعيب منها هو ما يدفع للحقد وتمني زوال النعم على الآخرين فإن كثيرا من الرجال ربما وقعوا في بعض الأمور المحرجة بسبب الإقدام على زيجات غير مدروسة أو لم يتم التنسيق في شأنها مع من يتأثرون بها بشكل مباشر.
لا نستطيع أن نقول إن الرجل أخطأ وإنما نقول إنه كان ينبغي له أن يرتب أموره معك بطريقة معينة.
وننصحك بتفهم وضع زوجك وأنه لم يقدم على أمر محرم- بحمد الله- وإنما قام بما أحل الله له وهذا مما يسهل عليك تقبل الأمر.
ولا تلام المرأة على أمر الغيرة إذ هو أمر خارج على الإرادة، وخاصة في مثل حالتك، إذ عشرون عاما كفيلة- عادة- بإيجاد قدر من التفاهم والانسجام يعز معه أن تكون لأي من الزوجين القدرة على جرح مشاعر الآخر.
وكونه يقدم على أخذ حقه خفية يحمل دلالة قوية على أن الرجل متمسك بك فعليك أن تقدري ذلك له.
تذكري أن الانصياع وراء العواطف وما يقوله الآخرون قد يكون ضارا بك وبأبنائك... فالأبناء هم أول متضرر بعد انفصال والديهما.
ونحن ندون لك بعض النصائح لعل الله ينفعك بها:
- عليك باللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يصلح لك الحال والعيال.
- لا تتمني لضرتك إلا الخير ولا تصفيها بسوء.
- تذكري أن قدوتك إنما تكون بأفضل النساء وهن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.. وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
- عليك بالرجوع إلى بيتك وزوجك واحمدي الله على نعمه عليك.
- اهتمي بنفسك وبمظهرك فكثير من الرجال يزهده في المرأة تبذلها وعدم اهتمامها بنفسها.
- ركزي ذهنك في العناية ببيتك وتربية أبنائك... ولا يكن همك هو الصراع مع الآخرين.
